«الغارديان»: بريطانيا ترفض طلب منح اللجوء لمدافعة عن حقوق المرأة في أفغانستان
«الغارديان»: بريطانيا ترفض طلب منح اللجوء لمدافعة عن حقوق المرأة في أفغانستان
أبلغت وزارة الداخلية البريطانية امرأة أفغانية خاطرت بحياتها للدفاع عن حقوق الإنسان في بلدها الأصلي قبل أن تفر إلى المملكة المتحدة أنه من الآمن لها العودة بعد أن رفض المسؤولون طلب اللجوء الخاص بها.
وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم السبت، عملت مينا (ليس اسمها الحقيقي) في مشاريع مدعومة من الحكومات الغربية وشاركت في تدريب وتوجيه النساء في جميع أنحاء أفغانستان، ما جعلها في خطر شديد حتى قبل أن تستولي حركة طالبان على السلطة في عام 2021.
رفض طلبات الحماية
قالت مينا: "افترضتُ أن طلب اللجوء الذي قدمتُه سيُقبل؛ فأنا من أفغانستان، وامرأة، وعملتُ مع حكومات غربية، كان الرفض صدمةً حقيقية والآن أخشى يوميًا إعادتي إلى وطني، تبدو الحياة الطبيعية هنا حلمًا بالنسبة لي، أعاني نفسيًا بشدة".
وتابعت: "عندما كنت أعمل في مشاريع حكومية غربية، تلقيت تدريبًا أمنيًا حول كيفية التصرف في حال وقوع حادث تفجير أو اختطاف، كنت كل يوم على بُعد دقائق أو ثوانٍ من انفجارات القنابل، كان قلبي يخفق بشدة عند عبور نقاط التفتيش، كل صباح، عندما كنت أودع عائلتي للذهاب إلى العمل، كنت أعتقد أنها قد تكون آخر مرة أراهم فيها"، مضيفة "اختفى بعض زملائي فجأة، غيّرت طالبان وزارة شؤون المرأة إلى وزارة الفضيلة، إنها إبادة ممنهجة وفعلية للنساء".
وكانت وزارة الداخلية قد قبلت في السابق بشكل عام طلبات الحماية من نساء مثل مينا، اللاتي قد يُستهدفن من حركة طالبان بسبب عملهن البارز في تمكين المرأة، واللاتي قدمن أدلة على عملهن مع مشاريع حكومية غربية.
اختباء وفرار
وذكرت الصحيفة أنه مع ذلك فإن العديد من الأشخاص الذين عملت معهم مينا قبل استيلاء حركة طالبان على السلطة، إما مختبئون أو فروا من البلاد، وقد تم تدمير شبكات الدعم هذه إلى حد كبير.
"لا توجد عوامل إنسانية في حالتك تبرر منحك الإذن بالبقاء خارج قواعد الهجرة"، كما جاء في الرسالة.
قالت مينا: "عندما وصلتُ إلى هنا، شعرتُ بالأمان، ظننتُ أنني سأحظى بفرصةٍ للعيش، في أفغانستان، لم أكن أُعد إنسانةً، تعلمتُ ركوب الدراجة هنا، وهو أمرٌ لم يكن مسموحًا لي به في بلدي، كنتُ مفعمةً بالأمل في أن تتغير حياتي، لكن أحدهم ضغط زر الإيقاف المؤقت على حياتي، آمل أن يضغط أحدهم زر التشغيل مجددًا".
أزمة إنسانية عنيفة
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاماً، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقاً للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.
قيود صارمة على النساء
وفيما وعدت طالبان بنظام أكثر ليونة لدى عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، فرضت في المقابل قيوداً صارمة على النساء، ما أدى إلى استبعادهن عن الحياة العامة.
وحظرت حكومة طالبان عمل النساء في المنظمات الإنسانية في البلاد.
وأغلقت ثانويات البنات منذ أكثر من عام في حين خسرت نساء وظائفهن في الحكومة، إذ يتقاضين جزءاً ضئيلاً من مرتباتهن للبقاء في المنزل، كما مُنعت الفتيات من التعليم العالي.
ومُنعت النساء من الذهاب إلى الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة، وتم منعهن من السفر دون محرم، ويتعين عليهن وضع الحجاب في الأماكن العامة.